parallax background

قصة الموقع

1 80x80 - قصة الموقع
الكويتيون محاصرون
مارس 19, 2021
1 80x80 - قصة الموقع
انهيار الاسرة الكويتية الحديثة
أبريل 12, 2021

 مأساة كان يمكن تجنبها

جلس متأملا أمواج البحر امامه وهي ترتطم بقوة بصخور الشاطئ لتدفع بالماء يتخطى حاجز الصخور وتنساب مياهه على رمال الشاطئ.  عادة ما يلجأ الى البحر هروما من الواقع، عله يخفف ألمه و ذكريات أيام غيرت مجرى حياته و حياة اسرته اوصدت أبواب الامل تماما، لكن مياه البحر و امواجه لا تكاد تهدأ، حتى بعد ارتطامها بصخور الشاطئ فتثير داخله و تحرك احداثا مضت عليها سنوات و لكنها تتجدد كلما صحى من في داخله  من ذكريات تنغص عليه حياته و تضيف حزنا على احزانه، لكن صور  الاحداث القاسية تتداخل بين صفحات الماضي تركت آثارا لا تمحى .و لا تترك مجالا لاستمتاعه بهذه اللوحة الطبيعية  التي امام ناظريه . ان هذه المرارة والمعاناة النفسية ليست نتاج عملا ندم عليه ولكنها نتاج شعوره بما آلت اليه حياة اسرته. وهنا اشاح بوجهه رافعا راسه الى السماء ليزيح هذا المشهد الكئيب، ولكنه صدم، فالسماء ملبدة بسحب داكنة زاد من كآبته مما أدى الى عودته الى البحر. يتسائل لماذا حدث كل هذا وهو الذي كان يمني نفسه بحياة اسرية سعيدة ومتآلفة. كان منذ صغره يحب ان يكون بين مجموعة من الناس سواء عائلته وأصدقاء او زملاء.

لقد كون اسرة صغيرة، كان يعيش مع رفيقة عمره تجمعهما مشاعر لا يمكن وصفها بالكلمات. 

 اسرة متوسطة الحال وأبناء ناجحين، قضى واسرته سنوات بالخارج اكسبته واسرته ثقافة ارتقت بأسلوب حياته وحياة أسرته جعلت من حولهم يصفون أسرته بالأسرة السعيدة والمحظوظة.

الى ان جاء ذلك اليوم الذي غير كل حياته وحياة اسرته وتحولت السعادة الى أيام أليمة يلفها الخوف والقلق وعدم الاستقرار.

تقدم ابن عم ابنتهم الوحيدة لخطبتها.  لقد شعر والدها بالارتياح والاطمئنان على مستقبل ابنته، كان شابا طيبا هادئا موفقا في عمله. لكن المشكلة الوحيدة ولأسبابا غير معروفة بدأت بعد الزواج مباشرة و بداية المشكلة التي أطاحت بآمال المستقبل .

 كان التأزم والاستفزاز سيد الموقف في علاقة الاسرتين التي تجمعهما علاقة قرابة أسرية مباشرة.

ترددت اسرة الفتاة طويلا في قبول الطلب ، خوفا على مستقبل هذا الزواج  بسبب هذا التأزم و أسلوب الاستفزاز الذي تمارسه أصلا هذا الشاب الطيب  من أن يؤثر على مستقبل هذه الزواج و على حياتهم ،  مع رغبتهم الشديدة في قبول طلب هذا الشاب الطيب . ومع تشجيع الأقارب والاهل على القبول وتجاهل التأزم.  بعد طول انتظار، وافقت اسرة الفتاة على طلب هذا الشاب الطيب رغم الخوف من المستقبل.

كان هذا مفترق الطرق في حياة هذه الاسرة الصغيرة نقطة التحول الكبرى وبداية شقاءها.

و استمر التأزم يحوم على سماء الاسرتين، عادت الفتاة  و الشاب من إجازة أسبوعين الزواج وعلامات التغيير بادية على الفتاة، اتضح بعدها ان الشاب يعاني من مشكلة.

بعد أكثر من سنة والقلق يخيم على الاسرة بسبب تجاهل الشاب و اسرته هذه المشكلة في الوقت الذي يتصاعد قلق اسرة الفتاة وهي تتابع حالة ابنتهم التي يبدوا انه كآبة بسبب  وضع الشاب و  الخوف و القلق .

بذل والد الفتاة كل جهوده مع الشاب ليعرف منه سبب ما يبدو على ابنته من حالة الحزن والخوف في الوقت الذي يتجاهل اشاب الوضع برمته ويتجاهل تماما ما يشير اليه والدد الفتاة. وتمر الأيام ولا تحرك من قبل اسرته، والفتاة نسوء حالتها النفسية.

وأخيرا اقترح والد الفتاة على هذا الشاب الذي يحبه ويتمنى ان تحل هذه المشكلة لتعود الحياة طبيعية و يسود الهدوء و الاستقرار، اقترح عليه ان يعيشا معا مؤقتا في بيت اسرة الفتاة الى أن يعود الاستقرار، و لكن لا تجاوب من هذا الشاب الذي يبدوا ان الامر ليس بيده. تنفس رب الاسرة عميقا يلفه الحزن كلما رجع الى تلك الأيام وما صاحبها من ذكريات تشعره بالأسى ونهض من جلسته على الصخور والأمواج تتلاطم، نهض من جلسته ليتمشى لعل المشي يريحه من كل تلك الذكريات. اخذ يتمشى ناظرا الى لا شيء.

لقد بذل كل جهد من اجل انقاذ الوضع وحتى الا تصل الأمور الى نقطة لا يحبها اطلاقا ولكن تعامل اسرة الشاب تثير الاستفزاز ، كانت تتعامل بتجاهل المشكلة .  بدأت نقطة النهاية تقترب، عندما طلب خال الفتاة من الشاب زيارة اسرة الفتاة و لكنه لم يوافق، و كأن المشكلة عند الفتاة و ليست عنده . هكذا كان تعاملهم طوال ” الازمة ” الى ان وصلت الى درجة الحسم الاضطراري والمفروض عليه فرضا في الوقت الذي تنهج اسرة هذا الشاب الضحية أسلوب التعالي.

وجاءت ساعة الحسم التي كانت بمثابة انتحار لآسرة   الفتاة ولهذين الضحيتين.

عند الوصول لهذه النقطة من الذكريات بدأ يسرع الخطى وكأنه يريد أن يهرب من الواقع المرير.

 لفد عانت الفتاة معاناة شديدة ,  هذه المعاناة  استمرت سنوات ومرت الفتاة بمراحل كانت تتصور انها تجد حلا لمعاناتها ولكنها  كانت حلولا  كأنها تتجرع كؤوسا من السم، اما اسرتها فعايشت هذه المرارة وكانت تحولات قاسية في حياة اسرتها ستستمر سنوات عمرها.

عدد الزيارات2140

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *