كان المجتمع الكويتي مجتمعا منغلقا على نفسه الى درجة كبيرة داخل سور يفضي ببواباته الى صحراء شاسعة .علاقات محدودة مع العالم الخارجي عبر خليج صغير . كان هذا المكان الى حوالي قرنين من الزمان قرية صيد الأسماك و الغوص على اللؤلؤ .كان عدد سكان هذه القرية لا يتعدى الالاف الى بداية القرن التاسع عشر . تطورت هذه القرية مع الزمن الى دولة مدينة .
انفتحت المدينة على العالم الخارجي بشكل دراماتيكي بعد اكتشاف النفط في نهايات الاربعينات من القرن العشرين و تصديره خاما الى الدول الصناعية في بدايات الخمسينات من القرن العشرين .
قي ذلك الوقت قطعت الدول المتقدمة الاوربية في العلوم و الفنون و الاكتشافات و الاختراعات شوطا لتغير مجرى التاريخ البشري منذ عصر التنوير. و مع تطور و تقدم الاتصالات و المواصلات في العالم . حركة هذه الاكتشافات و الاختراعات ( الابتكارات ) تعتد محطات الوصول على الكثير من العوامل منها الجغرافية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية .
استفادت الكويت من قدراته الاقتصادية التي وفرتها عوائد النفط و موقعها الجغرافي حيث موانيء البحر المتوسط و في مقدمتها ميناء بيروت جعل الطريق مفتوحا امام الابتكارات تنساب الى الكويت .
ان قدوم الالاف من الوافدين المتعلمين و ذوو الخبرة جعل الكويت تزخر بالابتكارات و في مقدمتها المعلومات و المسكن الذي تغير تغيرا كليا و غير نمط الحياة الاجتماعية و في مقدمتها الاسرة التي تحولت الى نووية ثم جاءت التكنلوجيا مثل التلفزيون و جهاز الهاتف المتنقل ،هذا الابتكار السحري الذي حول الاسرة النووية الى خليات في المسكن .
هذا الذي حدث في الكويت ليس من العجائب السبعة تتفرد به الكويت ، لكن الجغرافية الكويتية اعطتها هذا البعد ، مدينة صغيرة تفتقر الى التمايز الجغرافي ،
القدرات الاقتصادية لمواطنيه متقاربة جدا ، حيث ان الغالبية العظمى من العمالة الوطنية هي من ذي دخول محددة . استقبال و تلقي الابتكار على شاشة واحدة .
و لذلك فمقاومة الابتكار ضعيفة .