لكل انسان طموحه وتطلعاته ليرتقي ويبرز من بين افراد مجموعته في المجتمع على ان يكون التنافس مشروع على قاعدة الاخلاق والقيم التي ترسخت في بنية المجتمع.
يحدث ان يفوق طموح الفرد الحدود التي رسمها المجتمع من قوانين ومعايير ونظم اجمع عليها ذلك المجتمع، اضافة الى المبادئ الدينية والاعراف والتقاليد. تتضخم طموحات الفرد الى ان تصل الى مرحلة لا يترك مجالا للآخر. في هذه الحالة يفرض هذا الفرد تحقيق أهدافه و آراءه وافكاره من غير أي اعتبار لمصلحة للمجتمع. إذا نجح وتفرد بالقرار، يعني هذا فتح نفس الطريق لأمثاله، فتنتقل العدوى بين افراد المجتمع، وبذلك ينتشر ويعم الفساد. مثل هؤلاء يستفيدون من الامراض الاجتماعية التي تصاب بها بعض المجتمعات. فيستسهل الآمر ليحصل على ما يريد دون منازع مستغلا امراض المجتمع التي تحدث شروخا اجتماعية يسهل لأمثال هذا الفرد ليحقق مآربه الفردية.
في هذه الحالة، إذا لم ينجح المجتمع ممثلا بمؤسسات مستخدما ادواته الشرعية، وينجح هدا الفرد بالمرور عبر الأبواب المشرعة، فسوف تنتشر هذه العدوى في المجتمع وتنهار اسواره الحامية لقيمه وقوانينه. هنا يصاب المجتمع بما يسمى وما تعارفت عليه المجتمعات مصطلح الفساد الشامل.
من هنا، على المجتمعات ان ترفع مبدأ كبح طموح الفرد غير المشروع، لتحول دون انتشار عدوى الفساد.