كورونا الصدمة الثانية
مارس 16, 2020هل كنا نحتاج الى مثل هذا الدرس القاسي
أبريل 4, 2020
التنمية في الكويت غير مستقلة من أوجه مختلفة و عديدة ، هذه حقائق الواقع و الجغرافيا. أخطر هذه الحقائق هي اعتمادها إعتمادا كليا على غيرها في الانتاج الغذائي و الاستهلاكي . هذه الحقائق لا تغيب عن بال المخطط و صاحب القرار. لقد تأخر ذلك كثيرا و ربما كان هذا امتدادا لأول خطة و إستراتيجية الى اليوم. لقد تكررت صدمات كورونا ، و لو أنها تنبع من عوامل متعددة وهي غياب رؤية و فطنة المخطط . قد نكون أكثر قسوة ، و لكن يجب أن تكون الحقائق حاضرة . لكن على الكويت أن تستوعب هذا الدرس حتى تعيد النظر في الرؤية المستقبلية . التركيز على الكويت مركز مالي لا يتماشى مع الحقيقة التي تقول أن اكثر من 90% من الكويتيين يتسلمون أجورهم من الحكومة .
الحقيقة تقول في وسط عزلة دول العالم عن بعضها و بفاء سكان العالم في بيوتهم ، و المخزون الغذائي يكفي لعشرة أشهر، كما صرح المسؤولون ،و كله مستورد من الخارج ، يكفي أن نعرف حجم الكارثة ، هل يقصد المسؤول الشعب الكويتي أم كل من يعيش على أرضها !! ما ذا لو طالت هذه الازمة الخطرة أكثر من ذلك ؟
اذا استمرت الازمة فإن الدول المنتجة ستضطر أن تلبي حاجة سكانها على التصدير .بالتأكيد سوف تصبح الكويت في وضع أكثر من حرج خاصة و أن هناك ثلاثة أضعاف سكانها من الوافدين.
سنتوجه الى هدف الموضوع مباشرة و بدون مزيد من الحيثيات.
على المخطط و صاحب القرار أن يتوجه مباشرة الى تحقيق هدف حيوي و هو الانتاج المحلى من الغذاء و استغلال الاراضي التي تخصص للزراعة الترفيهية لعدد محدود جدا . هناك بديلين لمعالجة مشكلة الغذاء :
الاول ، إما أن تحول المناظق الثلاث و هي العبدلي و الوفرة و الشجايا الى مناطق تستثمرها شركات مساهمة تستغل هذه الاراضي في زراعة المنتجات الغذائية و في مقدمتها الرز و القمح و هما غذآن رئيسيان. هنا نريد أن نذكر بأنه في القرن الثامن عشر كانت هناك مزارع داخل السور المزال لزراعة القمح و في حولي و الفروانية .
البديل الثاني : أن تحول هذه المناظق الثلاث الى مناطق سكنية و تحول المناطق السكنية في المطلاع و الصبية و الروضتين الى مناطق زراعية ، و لا مشكلة في صلاحية كسطح و تربة هاتين المنطقتين . هناط طرق لتحويل أي تربة لتكون صالحة للزراعة. لقد قامت المملكة العربية السعودية بزراعة مناطق في الربع الخالي قمحا و هناك عدة طرق لمعالجة فقر التربة و شح المياه ، فدولة قطر تصدر الزهور .
لقد وصل أعداد المطاعم و المقاهي و الفنادق الى مرحلة دفعت الكثير من الكويتيين الى الاسترخاء و الى تضائل دور البيت و الاسرة من جهة أخرى .
لقد استطاع الانسان بالعلم و المعرفة و التكنولوجيا أن يطوع بيئته الطبيعية الى درجة مكنته من توفير الكثير من احتياجاته .