مقدمة
لا يختلف اثنان على ان الكويت ارض صحراوية قاحلة ، على سطحها و في باطنها . الحالة الوحيدة الشاذة هي في باطنها و لكنها لن تبقى إلا لأمد محدود .
و الشيء الملح بشدة هو تجاهل الغالبية من بشرها هذه الحقيقة .
و بات التخبط سيد ” التخطيط ”
و ضاع العمر يا وطن .
هذه الكلمة التي تحرق الواعين على الحقيقة و المخلصين لها .
الاخطاء ” القاتلة ” ثلاثة :
الاول ، تجاهل البيئة الطبيعية
الثاني
التنمية بالانسان
الثالث ، الاقتصاد .
الجزء الاول
البيئة
منفذ واحد مغاير للبيئة الصحراوية ، هوالماء ، المتمثل بخليج صغير ، و الجهة المجاورة له مباشرة ، هي التي اختارهاالسكان الاوائل كمستقر لهم لاسباب متعددة منها عطايا البيئة البحرية التي بخلت عليهم البيئة الصحراوية .
بعفوية التخطيط البشرية اتجه اؤلئك السكان إلى هذه البقعة ، معطين ظهورهم للصحراء. و اقاموا حضارتهم و تراثهم في هذا الجزء النواة للتمدد في مستقبلهم .
كانت منطقة النواة موزعة توزيعا جغرافيا يتناسب مع البيئة الطبيعية و الاقتصادية و الاجتماعية عاكسا البنية الكلية للبلد ،حيث التوجه الرئيسي لمصدر الحياة المعيشية للسكان . لقد اختير افضل جزءفي المنطقة الساحلية و هو جون الكويت الصالح لرسو السفن و صناعتها وصيانتها ، هذه السفن التي كانت تمثل شريان الحياة ببناء العلاقات مع دول مصادر الرزق التي تفتقدها ارضهم تماما .
التوزيع الجغرافي للسكان كان يتكون من ثلاثة احياء رئيسية تتوسطهما المنطقةالتجارية . بدون الدخول في التفاصيل ‘
كان هذا التوزيع يعكس الواقع الجغرافيا الطبيعي و الاجتماعي .
منطقة النواة داخل السور الثالث قبل العملية الضخمة لازالتها في أوائل الخمسينات لم يكن حجم سكانها يزيدون عن مائة و خمسين نسمة و مساحتها أقل من ثمانية كم مربع.
موقع هذه النواة هو الموقع المتميز فيهذه البيئة الصحراوية ، يدعوا الى استغلاله لصاحب الاولية و هو الانسان .
ما حدث هو ازاحة الانسان من الاولية ومنحها بالكامل للمال و رأسه .
تحولت هذه المنطقة ، منطقة النواة ، الى الاستثمار المالي ، المكدس في صناديق المال والكونكريت ، في طوابق تصل الى الثلاثين طابقا امعانا في عزل الانسان عن البيئة البحرية وحرمانه من المشهد الطبيعي . وخصصت مناطق السكن لتكون خلف الحاجز الاسمنتي المرتفع .
كان هدا كسرا لنظريات و قواعدها من ناحية ، و ازاحة مبدا التنمية بالانسان و له الى الصفوف الخلفية .
كان من اجل تقديم اولوية الانسان و من الناحية الجمالية ايضا. ان تطور المنطقة النواة و تمتد الى ما وراء الطريق الدائري الخامس و من هناك تبدا منطقة الاعمال بتدرج ارتفاعات المباني ، مع تخصيص جرز خضراء في كل المناطق الحضرية ،تحقيقا للاهداف البيئية اللازمة .
و للمقال بقية...