مبدأ أية خطة يقول بأفضلية المصلحة العامة على المصلحةً الخاصة.
دعونا نتناول الموضوع مباشرة .
تنتهي منطقة النواة الحضرية بالسور الذي اثيم عام 1921 و المقصود بالنواة هي هذه المنطقة التي تطل على جون الكويت وتضم حوالي 95 بالمائة من مجموع السكان حتى عام 1954 مائة و خمسين الف نسمة بمساحة سبع كيلو متر مربع ( انظر كتابنا ، التطور العمراني و التخطيط في الكويت 1952-1980 ).
بعد اكتشاف و استغلال النفط ، تقرر تحديث الدولة ، و كانت عملية تضم الجانب العمراني أحد مجالات التحديث ، حيث تقرر تحويل هذه النواة الى منطقة الاعمال التجارية بارتفاعات تحجب مشاهد البحر عن السكان في بيئة صحراوية ، و مراكز الدولة الرسمية .
و كان احد اخطاء هذه الخطة التخلص من احد الشواهد التاريخية ، بإزالة السور ، وعلى اثر احتجاج و استنكار المجتمع ، كانت هناك فسحة من الوقت للإبقاء على بوابات السور الذي لم يعد موجودا .
مثلت المنطقة المحاذية لما كان يسمى بالسوق منطقة على شكل نصف دائري متخذة السور المزال مثالا .
بقيت هذه المنطقة فضاء اطلق عليها الحزام الأخضر ، بلا خضرة .
اثناء العمل بالخطة الهيكلية للدولة عام1969 اقترح مستشار الامم المتحدة للخطة الدكتور عبدالباقي ابراهيم تحويل الحزام الاخضر الى شبه بحيرة مفتوحة على البحر من الجانبين لتكون عونا للبيئة الصحراوية و تلبي الحاجة الى منطقة جمالية ايضا و تقام على جوانبها المقاهي و المطاعم .
كانت المفاجأة ان عددا من أعضاء الفريق الكويتي سفه الاقتراح باستهزاء ، الذي اخذت به دبي حيث اقامت مشروعا مشابها .
المفاجأة الثانية ان جزء من هذا الحزام استغل في مبان من الكنكريت ، مشاريعا استثمارية زادت من الاساءة للبيئة حيث تصل درجة الحرارة الى حوالي 60 مئوية تحت الشمس خلال اشهر الصيف الطويلة، بذلك تحول الحزام الاخضر الى اسود و لا عزاء للمصلحة العامة لمجتمع في بلد صحراوي.