هل كنا نحتاج الى مثل هذا الدرس القاسي
أبريل 4, 2020الكويت كما تكون بعد كورونا
يونيو 17, 2020
بعد ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها، صدم العالم الغربي وراعه ما رأى من دمار هائل الذي تعرضت له الكثير من مدنه وبنيته التحتية والعدد الكثير من فقدوا ارواحهم ومجمل نظمه.
شرعت أوروبا بإعادة بناء ما دمر. بدأ الاعمار وبناء حياة الانسان مستفيدة من الخبرة والتجارب المريرة التي مرت بها مدركة أهمية إرساء مبادئ لاحترام إنسانية الانسان مثل الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية ليكون كل افراد المجتمع شركاء على قدم المساواة و اهتموا بتوفير سبل العلم و التطور مستلهمة لمبادئ و لإنجازات عصر النهضة وعصور الحداثة. دخلت الأمم المتحدة الميدان مستفيدة من التجربة الاوربية فضمنت برنامجها الإنمائي لعام 1990 مفهوم للتنمية و الذي أكدت فيه الاهتمام بالإنسان صانع وباني الحضارة و التقدم العلمي والمعرفة. عمقت الأمم المتحدة مفهوم التنمية من خلال التطورات في السنوات التالية فضمنت برنامجها الإنمائي عام 2002 بتوسيع خيارات التنمية وتبنت مفهوما التنمية الإنسانية التنمية بأنّها "عمليّة توسيع الخيارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية ". جاء نظام العولمة الذي جعل العالم وكأنه منطقة صغيرة تتشابك بشكل معقد مصالح الدول والمؤسسات والافراد. لكن مصالح الانسان غير الشرعية تجد الفاسدين لها بالمرصاد لتحبط كل الجهود الخيرة فتجلى الفساد ليكون ساحة ليتفشى ويبتلع اهداف التنمية الإنسانية وتفشى عبر ارجاء العالم بصوره واشكاله المختلفة ليحبط جهود التنمية وخاصة الجهود التي بذلت لإرساء وتكريس المبادئ الإنسانية.
كان من اهم مضامين الفساد المنهج الذي يتبعه الفاسدون في إضاعة فرص الاستفادة من تجارب المجتمع وتكرار الرسوب في هذه الدروس.
الكويت الفقيرة في كل الموارد الاقتصادية والمصادر الطبيعية ما عدا مصدر واحد يتناقص مخزونه يوميا وقابل للنضوب و انتاجه و أسعاره تتلاعب فيها السياسات الدولية .
فالكويت في أمس الحاجة وفي مقدمة الدول لتبني و تطبيق مفهوم التنمية التي تبنته الأمم المتحد في عام 2002.
لكن الكويت رسبت عدة مرات قطف ثمار التنمية الإنسانية و أبرز هذا الرسوب في درس الاحتلال العراقي، ويا للمصادفة عام 1990، هو عام تاريخ تبني برنامج الأمم المتحدة مفهوم التنمية الإنسانية وابز المواد نهب المال العام وعودة العمالة الأجنبية أكبر حجما و أكثر تعقدا مما كانت عليه. الدرس الثاني، الفساد الذي استشرى بحجم غير معهود وأبرزه تكرار نهب المال العام وتجارة الاقامات ما سميت بتجارة البشر وتداعياتها المحلية والدولية و تصدر عديمي الكفاءة و الأمانة الكثير من المجالات الحيوية تتسبب في احباط كل الجهود البناءة والمخلصة .أخيرا وليس آخرا الفشل الذريع في معالجة التركيبة السكانية.
التهاون في تطبيق الخطط التنموية إرساء مبادئ الإصلاحات المطلوبة في القطاعات المتعددة و التركيز على خطط اقتصادية دون الانتباه الى أهمية ودور الانسان ، من يقوم بها و المستهدف و تولي من يفتقر الى الكفاءة زمام الأمور في كثير من المؤسسات و التقاعد المبكر دون توفر الشروط المطلوبة في الحالات . كل هذه الحلات التي تطيح بالخطط التنموية و أهدافها نابعة و مترعرعة في أحضان الفساد الذي تفشى على الرغم من المنشئات و المقالات اليومية للصحافة المحلية . لقد أفشل الفساد المتنوع كل محاولات الإصلاح الذي تفشى و وصل الى هجرة العقول الوطنية و غربتها .
رغم كل الجهود ، و بسبب الفساد ، لم تستطع الكويت أن تقتطف ثمار التنمية الإنسانية و من قبلها التنمية البشرية .
اسبب واضح وهو أن الكثير من حملة راية التنمية بمفاهيمها المختلفة و أدواتها الاصلاحية هم من يبذرون بذرة الفساد و يرعونها ، فهم حراسها غير الأمناء الذين جاء بهم الفاسدون .
لا سبيل امام الكويتيين إلا الاصرار على النجاح
و محاربة الفساد ، فليس امامهم الا هذا فالنقط زائل ل و الكويت يجب أن تبقى بدون نفط