بناء العقلية التنموية
نوفمبر 16, 2019الأمل المستحيل
نوفمبر 22, 2019
في عصرنا هذا برز مصطلح أصبح قاسمًا مشتركًا لكل المشكلات التي يواجهها و يعايشها الناس . بدأ الفساد يبلور بانتشاره و تغطيته لمساحة كثيرة من المجالات و انتشر على جغرافية العالم المتقدم منه و النامي . لن يكون اليوم بعيدا أن يضيف المفكرون ، الفساد الى العصور الثقافية كعصرً جديدً .
كل العصور جوبهت ، ليست بمعارضة فحسب ، بل و بمعادات استخدمت فيها كل أنواع "الأسلحة " المعنوية و العنيفة ضد المصلحين و أصحاب الرأي المستنير .
يختلف عصر الفساد عن غيره من العصور ، أن هناك مجتمعات إنضمت حضاريا الى المجتماعات القائمة ، أصبحت فيها فرصا لممارسة الفساد و اتسعت مجالات الفساد بالتوسع الهائل للتمية على جغرافية العالم ، و بالتالي أصبحت هناك فرصا عديدة مفتوحة للفساد و إزداد يرفع الأغلبية من الفاسدين راية العداء له و يمسكون بالعمود الذي يحمل هذه الراية وهو من صناعة الفساد . لكل هذه العوامل و غيرعا صعبت مواجهته الفساد و تزداد صعوبة مع التوسع في هذه العوامل ، و هذا ما أتاح الفرصة للفساد أن يسجل انتصارا تلو الآخر و تعقدت سبل مواجهته . يتصف الفاسدون بالقدرة على التكيف بإيجاد مختلف الطرق و " و الحيل"، و هنا تكمن استحالة الانتصار على الفساد و الفاسدين .
لكن لو خليت لخربت ، فكما ضحى مصلخوا العصور السابقة و عبدوا طريق الإصلاح و النهضة و التنوير ، فإن عصر الفساد سيجد من يضحي في سبيل تعبيد الطريق للإصلاح .
العدل و العدالة الاجتماعية هما طريق الإنتصار على الفساد ، و هذا بيد صاحب القرار تراتبيا.
الدول و مؤسساتها تدار بالادارة ، و الادارة الناجحة أساسا لمجتمع ناجح ، فإذا إستطاع المجتمع أن يكرس مصطلح الادارة بمفهومها الحقيقي وإحلالها محل مفهوم " السلطة " كقمة هرم التنظيم الاداري ، يبدأ مفهوم الادارة يترسخ في عقلية كل من يكون في قمة هرم المؤسسة و المجتمع ، يصل المجتمع الى مرحلة بناء التراتبية الادارية برقابة مؤسسات المجتمع المدني . هنا يمكن تضئبل الفساد إن لم يكن القضاء عليه . نعرف أنه من الصعب أن يتحول العالم الى جمهورية افلاظن ، و لكن على الأقل الا يتضرر الفرد بين أقرانه في مجتمعه .